حنين المكان

 يوقظنى الحنين دوما  لتلك الليالى واوقات السحر
 في مدينتنا البعيدة المتناقضه ..... ...في مسجد اثري كبير.. جدرانه رممت حديثا ..وسقفه  بالغ الارتفاع ..يرفع المؤذن  اذان العشاء بصوت قوى يصل مداه مئات المترات من محيط المسجد .. وفي خارج المسجد قطعة ارض فسيحه توجت بسياج محكم خصصت للنساء ..كانت تمتلئ عن اخرها حين يبدا دخول وقت صلاة العشاء والتراويح 

كان مسجدنا اخاذاًخلاباً ساحراً بهى ّ ....وكان صوت الشيخ عليّ فتّانٌ غض ٌحسنٌ ندِي ..وكانت نسائم الهواء دوما  محملة بأنسام 
الرحمه وعبقٌ هادئٌ مريح ..وكان وقت الصلاة استراحةً للقلوبِ الضعيفة والاصوات المرتعشة المجهده                         
وكانت كلمة يا الله  ينادى بها في دعائه  تهزّ الارجاء وينخلع فؤادك معها ويسبقك الى السماء السابعه ...فتسقط كل اقنعتك وتخر تحت العرش باكياًً  بقلبك ..ودموع عينك تنهمر في ضعف وعجز شديد ...كان كل شيء جميلاً حتى مات الشيخ على ..ودّعناه بدعوات مغلفة  بحزن شديد ..مات الشيخ وبقيت مكبرات الصوت تشتاق لصوته عند كل نداء ..وحنين المآذن تبكى تجمعاتنا الخاشعة كل عام ..بقي المسجد  وظل الفقد ..فقد المكان رغم وجوده وفقد احساس كنا ننتظره عاما بعد عام  .. 
في  ليلة التاسع والعشرين وكان الجزء الثلاثون وكانت سورة الانفطار ...وكانت الاية
يا ايها الانسان ما غرك بربك الكريم ... يعيدها الشيخ مرات عدة ويعلو بها صوته في هيبة وخشوع ..كانت كل حروف الاية ترهق روحى لوما وعتابا وخوفا وذلا وانكسارا  

فيا رب بحق تلك الليالى وبحق دموع التائبين واستغاثات عبادك الضعفاء و وبحق الاصوات الضعيفه  والقلوب الشجية ..  اغفر لمن كان معنا في تلك الليالى واغفر للشيخ علىًّ وارحم وحدته في قبره وجازه عنا خير الجزاء
وارحم لمن غرته ستورك المرخاه وأتم  علينا سترك وعافيتك يارب





Comments