على وتر قديم

يوما ما ....كانت مواقد الشتاء وبرودة الهواء و رائحة كعك امى وفطائرها الساخنه  تهز اوتار القلب في الليالي البارده  وعباءة 
أبي الصوفية البنّية التى احتضنتنا بروح لا عوض عنها ولا بديل .. التقاء ارواحنا في زوايا الغرفة المليئة بالكراسي حتى لا تدع لاحدنا حاجة للوقوف ..الوان الجدران واحضانها في المساء ..عبق البخور الذي يملا الغرفة تغازلنى دوما ...اصوات اخوتى وجلساتنا وضحكاتنا حتى مشادات كلامنا تغرقنى حنينا..  ..
قلوب مملوءه بالحب وروح تسرى في تداخل انفاسنا واصواتنا وضحكاتنا معا ..ابريق الشاي الذي لم يكن يبرد حتى يعانق نيران الموقد في عجل..رائحة الشواء ودخان كثيف يجمعنا بشغف وترقب ..اضواء خافتة تعكس الوان الاثاث الدافئة ...اصوات قطرات المطر وهى تطرق نوافذ بيتنا  و ترسم متاهات غير مفهومة على الزجاج ..ستائر غرفة المعيشه التى تشاكسها الرياح فنتسارع  لاغلاق الشرفة المطله على بيت الجيران  حتى لا تختلط اصواتنا باصواتهم ....واختلاط اصوات دعاء ابي وامى لنا بالخير والبركه ..

بيت كبير تغلفه ضوضاء فريدة  ..ولحظات صمت ملؤها ضجيج وحكاوى...منحة عطاء دافئة  لا تقدر بثمن .. ضحكات ابي وهو يغازلنا بوجه بشوش فلا حرف يجود ولا كلمات تصف...اسرار كثيرة وحكاوى وضحكات  شهد عليها سطح بيتنا الكبير.
.
تذكرون قواربنا الورقيه التى كانت تغرق قبل الوصول لطرف الطبق الذي كنا نضعه فيه ..تذكرون بيوتنا التى صنعناها من 
وسائد بيتنا...تذكرون ملابسنا الصغيره التى حشوناها مناشف قديمه وعاملناها كأسرى حرب ؟ تذكرون طريق سفر طويل قطعناه معا على صوت اناشيد حماسيه لم تغادرنا حتى الان ؟...تذكرون جيراننا حين قاسمناهم اوقاتنا نتحدث ليلا حتى يأتى الصباح ؟

...اشياء جميلة مرت من هنا ولم تزل ....
 تغيرت معالم الرحلة  كثيرا وكثرت التفاصيل والانحناءات ..وما عادت الارض ذات الارض ولا السماء   ..لكن  جدار الذاكرة مازال يضج بتلك التفاصيل ..وكأن الحياة اختصرت بريقها هناك ..حول الموقد في الشتاء .....وكأن الحدران كان لها أحضان




Comments

  1. يا الله على الجمال 😍

    ReplyDelete
  2. ولكم اشتقت لأيام تجمعنا معا 💔

    ReplyDelete
  3. حينما يكتب الرجل يصف وحينما تكتب الانثى تبدع

    ReplyDelete

Post a Comment