مع الصبح

يأتى الصباح وكل زفرة تخبرك سرا ..
كل تنهيدة تعود بك الى نفسك بعد سفر غامض طويل
تعود الى نفسك غافيا على وسادة من احلام رثة مسدلا احاسيس الليل لتتلاشى مودعة بلا سلام
طيف يمر سريعا بالوان متشابكة يصعب فصلها
ثم لحظة تفصل ...وزفير وشهيق... ثم قرار... ثم رجوع ....ثم صمت
لحظات الصبح الغريبه التى تمر بطيئه حتى تعود الى نفسك وتمارس عاداتك اليوميه
هذا اليوم قررت ان لا اتلذذ بالحزن وامارس السعادات المتاحة لى
فغالبا يستدعى الانسان اكثر شيء كئيب مر على ذاكرته مع اشراقة النهار في تناقض شديد بين طبيعة الانسان ووجه الكون الصبوح
لا اعلم لماذا نحن البشر نعانى فراق وسائدنا كل صباح!!!!!

هذا الصبح يبدو مختلفا فسيارتى المسرعه في الطريق الخالى من كاشف السرعه ونافذتها المفتوحه في مثل هذه الساعة الباكرة
 يجلب لي سعادة عجيبه
وصوت فيروز وهي تغنى لسهر الليالى والطاحون والفي
والايام ونبع المي .......
و تلك  العجوز التى تتكئ على عكازها وتنثر الحب لعصافير الغداة
اليك وبك ايتها العجوز التى لا اعرفها ولا تعرفنى
وبرغم بياض عينك وزوال نور احداها
وبرغم جبال الهم التى رسمت خطوطها على تعابير وجهك وانحناء ظهرك
لقد احببت الشروق وعشقت الطريق 
انا ارى صورتى فيك..ارى صورة زيتية لايامى المقبله في اصرارك وبهجتك رغم تجاعيدك وخطوط الزمن
وربما هذا سبب كافي لملئ ميزانك بحسنات امثال الجبال بحجم الحماس الذى يدفعنى لافكر مرة اخرى في
 ما يستحق اغتنامه من الحياة ...
حتى لو قضيت العمر كله في مخاض