لوحة في ذاكرتي



على شاطئ مزدحم
نسمة هواء بارده 
خلق كثير
وبائع حلوى يمشي على عجل 
صوت الموج مرعب لحد كبير 
 وجموع تختلط اصواتهم بصوت البحر الهادر 
اقتربت الشمس على الرحيل 
وتلونت السماء بالحمرة والصفار 
لهذا المشهد تحديدا لوحة مرسمومه في ذاكرتي لا تمسح 
وانا اقرأ كتاب للدكتور احمد خالد توفيق 
وهو بالمناسبه كاتبي المفضل الذى لازمنى حزن طويل عند ما علمت خبر وفاته 
اذكر اني استيقظت ذات صباح لاجد الاخبار كلها تتحدث عن وفاته المفاجئة 
وعن الحزن العميق الذي عم الأجواء حينها ....فقد كان الأمر صادماً لحد كبير 
تناديني ابنتى ...الوح لها وتلوح لي 
كل دقيقه او كل نصف دقيقه على الاغلب 
فجأة يداهم الموج الشاطئ ... ويسحب كل شيء 
الاطفال 
وجرافات الرمل 
والمظلات 
وابنتى 
اخذها الموج بعيدا 
ألقيت كتابي ودفعت الطاولة وركضت نحوها 
لكن الموج كان أقوى وأعتى
تحول لون السماء في لحظة الى سواد 
واختفت طفلتى بين سواد السماء ..والزحام ...وصوت الخوف 
صريخ ونداءات 
استغاثات من هنا وهناك 
وابنتى تبتعد في دوامة الموج الغاضب 
خلع قلبي خلعا  
فقدت صوابي 
والموج يدفعنى للشاطيء وقوتى تتلاشى امامه 
عشر دقائق كامله دكت الدنيا كلها فوق رأسي 
وتقطعت روحى قطعا 
ناديت يا الله
حيث لا ملجأ ولا منجى منه الا اليه  
وبين اليأس و خيبة الأمل 
يعبر شباب  خارج سور الشاطئ  يسمعون الصراخ 
فيلقون ثيابهم ويخوضون البحربصعوبة بالغه  ويأتون بها 
مرتعدة ولونها شاحب كشجرة خريفية سقطت أوراقها 
وقلبها الصغير يرتجف كزلزال 
تحول الشاطئ من صراخ الى تكبير وتهليل وحمد  
هدأت صغيرتى وسكنت بين ضلوعى 
لم ارى من ساعدوها يومها 
من شدة الزحام وتداخل الاصوات والوجوه 
لكنى رأيت الله  بلطفه 
وقدرته 
وعظيم فضله 
فاللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد اذا رضيت ولك الحمد بعد الرضى 


  

Comments

Post a Comment