يوجا!

حين انطفأت شمس أمس وغلب السواد مدينتنا الهادئه
غازلتنى جدران حديقتى الصغيرة وصافحتنى الأرض بعناقٍ طويل
فاطفأتُ الضوء و اشعلت فتيل شمعة
وجلست أستدعى أجمل ما مرّ في عمري
ربّما جلسات اليوجا تلك تساعدنى ألاّ انطفأ كما وعدتُك
ملأت رِئتي بالأكسجين وأغمضت عينى
...أغمضت عيني طويلاً
وأتقنتُ التركيز، حتّى وصلت بابَ غرفتك
وتخيلتُ أنى على بابك
وقفتُ طويلا
استرق السمع وانت ترتلين كتاب الله
أسمعك
سمعتك حقاً ...وأطلت الوقوف
أحكمتُ إغلاق عينى
لم أتحسس شيئا حولى
ولم انتبه
الاّ عندما سقطت دموعي
واخترق اذنى صوت ابنتى تحدثني وتسالنى عن سبب بكائي
نظرت إليها ولم أتفوه بكلمة
أعادت السؤال مراراً كعادتها
فأخبرتها أنىّ اشتقت
وشعور الشوق يا أُمّى مخيف
وليلهُ عاتمٌ بطيءٌ طويل
 نظرت إلىّ بحنان وابتسمت
واكملت حديثها لتقطع جلسة اليوجا وتعيدنى إلى الواقع لأصنع لها العشاء

أمي يا حبيبتى وصديقتى
لقد انفرط منى عقد الحياة
ًوقذفتنى الدنيا بعيدا
لكنك هنا
في دقائق الأمور وتفاصيل الأشياء
في صوتى ..وقلبي ..وفكري ..وطقوس يومى أشبهك كثيرا
لكنى حتماً أخفقت في صنع كعكاتك وترميم لَبِناتِ بيتى مثل ما فعلت
لم استطع ان اقود معاركى بمثلِ ما علمتنى
فالرعد كان هادراً اكثر مما توقعت
لكنى احاول
امي
انا هنا بعيد
لكن قلبي معلق بصوتك
وروحى وتفاصيل يومى مرهونة بدعائك ❤️