نقاط الصفر

تسللت خيوط الشمس الحارقة وداهمت جفني حتى استيقظت
وبرغم الإجازة التي حظيت بها ليومين
لم استطع أن أُطيل النوم الليلة الفائته
فالقلوب البريئه عادةً لا يرحمها طول الأيام
غالبا اتحاشى أن أبدا يومي بالتفكير
تفادياً  لتقلبات مزاجي الغير مفهومه
فاقفز مسرعة لأبدأ فوراً في التفاصيل المنشودة
فأن تنبشَ قبُركَ  بيديك هو أسوء انتقام تصنعه لنفسك
لأنّك غالباً ستجلس لتتلقى العزاء وحدك

حقيقةً لم أعد أرغب أن أُصارحنى بشيء
فقط أصبحت اتجسس على قلبي من بعيد
هو في الحقيقه مازال ينبض
وكذلك مازال عقلي
 ولازال ذلك العصفور يزقزق بصوته الصّاخب عند نافذتي كل صباح
كنت أنتكس في فراشي لوقتٍ  تتشاجر فيه الأحلام مع أصواتِ الشيطان اليائس
لكن لا بأس فقدرتي على سماع صوتك وسط كل هذا الضجيج تسعفني
حيثُ  وقفت حائلا  بين فتات الماضي وصفحتى الجديدة

أتدري
لم أكن أعلم ان لدي شجاعة الفرار
لكن هذا ما وهبتنيه الحياة بعد اغتيالات متكررة
ولم اكن أعلم أيضاً أنّ النسيان مهمةٌ ينبغي لي إتقانها
فجمالُ البدايات متصل دائماً بنجاح تلك المهمة

كنت استمع لأحدهم وقد ألقى خطاباً عن نقطة الصفر
وكيف أن وصوله لها أتبعه نجاحات لا حصر لها
توقفت للحظات أتساءل
تُرى كم صفراً  في حياتي
في الحقيقة تعددت الاصفار وتوالت نقاط البدء
لكنّ الجميل هنا
أني تعلمتُ حقّ البدءِ وحقّ الرجوع وحقّ الحياة
فلم يعد يزعجني الصفر أبدا
وإنما استعذبت الانطلاق بعده
استسلاما ويقينا واستبشارا