دعاء قديم

في طريق سفرٍ طويل
على جانبيه جبال شاهقه
وقمر منير وسط سواد السماء
كان المذياع في السيارة عالياً
:وكان الشيخ يبكي داعياً
(اللهم أَوقَفْنا مطايانا بِبابِك فلا تُبعِدنا عن جنابك)
كنت صغيرة لا يستوعب عقلي معنى الكلمات
لكن قلبي تعلق بالجمله رغم أنّي لم أكن أنطقها نُطقاً صحيحاً
كنت أرددها بلا وعي
لكنّها كانت تُصيبني بقشعريرةٍ بالغة حينما تُحلق روحي هناك
عند باب العرش
كبرت وعلمت معنى الجملة ومازلت أرددها وتستحضرني نسمةُ هواءٍ تخللت نافذة السيارة المسرعة
 بعض المشاهد تبقى عالقة في أذهاننا
وبعض الكلمات ايضا
.....
لقد أيقنت أن  الإيمان أمرًا سهلا
فلا مجهود ولا كتب ولا فسلفات
كل شيء ٍ بداخلنا يعرف الله
كل نقطة دم ...وكل خفقةِ قلبٍ تعرف الله
فيارب انا قصدناك فلا تردنا خائبين  .
 لا أذكر اسم الشيخ الذي يعلو صوته في ذاكرتي ولكنى أذكر من أشعل المذياع حينها
لتتردد تلك الكلمات في عقلي عقوداً وسنوات
اذكر  والدي الذي وضع الشرائط في المذياع وقاد بنا السيارة في سفر طويل
يعيد على مسامعنا ما اختاره لنا بين دعاء وقصص وآيات
فسلام لذلك الصوت النّدِي وسلام لوالدي وحباً ووداً ودعاء




Comments