خربشات

صغيرتي  
في مثلِ هذا الصباح منذ سنوات عِدّه 
كنتُ أُمسكُ قلمي على طاولةٍ صغيرةٍ في مدرستي  
وأُخط خطوطاً غير مفهومةٍ على أغلفةُ كتبي وأوراقي , أرسم فيها مربعات بلا أهداف
كنتُ أستمتع برسم الأشكال الهندسية والدوائر المتداخلة بلا معنى 

اليوم وبعد أن مرّ أكثرُ من عقدٍ من الزمان مازالت أرسم نفس الأشكال 
لكن على ورقٍ مختلف 
في أرض بعيدة  
وصبحٍ وليلٍ غريبان 
لم يعد لدى حقيبةٌ ثقيلةٌ أملؤها كتباً وأوراقاً زائدةٌ عن حاجتى 
تضع لي فيها أُمي إفطاراً  لذيذا
ًإختلفت الأقلام وتغير خطي كثيرا 
وتغيّرت محتوياتُ حقيبتي باختلاف مراحل قصتي 
لم يعد أبي يسألنى عن دفاتري وما تحويه 
ولم تعد أمي تحضر الطعام قبل قدومي 
أصبحتُ ألهث سريعاً لأُحضّر  الطّعام الذّي لا يعجبني فآكله مرغمة 
لكنّى تعلمت أن أختار شكل الأطباق بعناية
فربما تساعدني في تقبل مذاق ما أصنعه 

 
تغير كلُّ شيء 
حتى مسكةُ قلمي تغيرت 
كنتُ حينها أكتب عن المستقبل والقادم من الايام  
واخط خطوطا افسرها بالآمال والأحلام 
أما الان فاكتب  عن الماضي وعن صباحاتى القديمه 
وأدون ما يجول بخاطري من طيف وذكرى 

كل شيءٍ له جماله الخاص 
حتى الحنين له مذاقات وأوقات 
أو ربما قد علّمتنى الأيام كيف استمتع بكل الحقبات 
تعلمت ان أُغالب كثرة التفكير بغير ما أنا فيه 
فاليوم هو يومي , وعالمي مقيّد به
أما غد ....ربما سأُمسك فيه أَقلاماً جديده  
على أرضٍ أُخرى
في نهارٍ مختلف 
وربما سيسدل الستار وتتوقف الأقلام عن الخربشات والأشكال 

 صغيرتي 
لا تؤجلي خلق اللّحظات السعيدة    
فربما تُصنع السعادات خلال حصصِ التاريخ والإجتماعيات 
وبين التعبيرِ والإعراب. 









 
  

Comments

  1. كلام عميييق. راقي. رائع
    فنانة 👑❤️

    ReplyDelete

Post a Comment