بين الرمل والبحر

بين حقائبي دفتر قديم   

كنتُ أرسمُ فيه ما أريد تخليدَه من ذكرى 

على صفحةٍ في وسطه ...رسمتُ سيارة ً بيضاء 

بجوار شاطئٍ تغربُ شمسه وسحاب 

أذكر هذا اليوم جيدًا وابي  يوقف سيارته بجوار الشاطئ  

لترتب أُمي جلسةً ارضيةً على الرملِ الدافئ  

ونرتب أغراض رحلتنا بين مشروبٍ  وطعام ...وربما كتابٌ وموقدِ شواء 

 يتخلّلُ الرّمل أحذيتنا فنخلعها بسعادة ، ونتوارى بين الأمواج  قريباً على مرمى البصر

كأنّي هناك بالأمس القريب و رغم أنّ عمري قد تضاعف 

وكلُّ معالم القصة قد تغيرت 

وتفاصيل الحياة تبّدلت وتلونت 

لازلت أذكر ابتسامة ثغرك وأنت تدرّب أخي على النوم فوق الموج 

واضعاً يدك تحت ظهرهِ ليطمئن 

وتَسابُقِنا لأطولِ فترةِ استرخاءٍ على سطح الخليجِ الهادئ 

لازلت أسمعُ صوت تشجيعك لأَطْولِنا بقاءاً

أتدرى يا أبي 

أنا لازلت أشمُّ رائحة الشواءِ المتناغم مع رائحة البحر وصوت الموج 

وأسمعُ صوت عجلات السياره وهي تقاوم الرّمل لتخرجَ إلى الطّريق 

كان ماء البحر حينها صافياً ...والسماءُ كذلك 

مرّ من العمرِ  أغلبه ومازال شكلُ الموج معقودٌ بتفاصيلِ ابتسامتك وضحكاتك 

وصورةُ السحابِ المرسومةُ في كبدِ السّماء تُذكرني دائماً بصوتِ ندائك 

وتكبيراتُ العيد في أُذني تقترنُ دوماً بأوتارِ صوتك 

هذه التفاصيل التى أُدونها هي أغلى ما اقتنيت 

وأثمنُ ما كان في عمري وما غَنِمت 

أشياءٌ منعقدةٌ في منتصفِ قلبي لا تغادر 

بها استقمت واعتدلت بعد ما انحنيت 

مازالت يا أبي تلك الطفلةُ تركض  داخلي  

وتدعوا لك في عامك القادم بسعادات تترى ورضا وهناء  









Comments