منزل جدتي



انتصف اليوم ..وكان موعد عملي المسائي قد حل 

 جهزت ثيابي سريعاً وانطلقت بسيارتي على عجل

كانت السماء ملبّدة بغيم متشابك  

والجو باردٌ ممزوجٌ بدفء 

اشعلت المذياع وانطلق صوت حمزة نمرة منشدا 

(فاضي شويه ..نشرب قهوه في حته بعيده) 

سافر عقلي  بعيداً ........ لمنزل جدّتي 

حيث أريكتها الدافئة , وجدران غرفتها الحنون 

تلفازٌ صغير يعلو طاولة ً بسيطةٌ  يزينها غطاءٌ رقيق 

سجادٌ بسيط وفرش فاتح اللّون منير  

كانت جدتي جميلةٌ بقدر الشّوق الذّي احمله لها 

وبحجم الذِّكرى التى لا تفارقني حين يزورني الحنين

مشاعرٌ نسجت نفسها في تلك البُقعة البعيدة 

ومع تلك الجمادات التى تحمل روح جدتي في تفاصيلها .....وجدت نفسي هناك 

بجوارها على الأريكة 

بين البساطة والصفاء ...والسماحة والوداعه 

بين الصمت المغلف بالحب والرحمه 

وبين الصبر والحنان 

كانت جدتي رحمها الله 


هكذا إعتدتُ استحضار صورتها ورائحة  غرفتها 

كنوع من التخلص من حشد الأفكار 

وظبط تناغمي  النفسي 

كانت صاحبة السعادة الحقيقيه  

وكانت بلا كلمات تُعلمنا كيف يكون المرء سعيداً بلا أسباب 

وكيف أن الغنى الحقيقي هو أن تستغنى 

كانت نقية تسحب هالات الحزن منك دون أن تشعر 

فاللّهم ارحم روحها واجمعنا بها في جنتك 


الله 



Comments

  1. صدقيني من طريقة النثر حسيت اني انا رحت معك. ما أمتع قراءة خواطرك.. ملكة👑🌹

    ReplyDelete
  2. رااااااااائعة جدا وأبكت الوالده

    ReplyDelete

Post a Comment