مذياعٌ صغيرٌ على طاولة المطبخ
وشعاعُ النور عبر النافذة
وصوت أم كلثوم تغرد
ودقات ساعة الحائط تخبرني أنّ الزمن يتقدم
الوقت ينقضى ومازلتُ بين الصحوةِ والغفوة
لكن كوبٌ من القهوةِ قد يحل الأمر
كل شيءٍ في الحياةِ يلهث
الشمسُ تشرقُ وتغرب
والأرضُ تدور بلا توقف
القمرُ أيضا يدور
والسحب تجري في الّسماء
ونبضُ القلب يتتابع
وهالات العالم تلاحقني
وطاقات البشر تأخذني من نفسي إليهم
فأحداث العالم تبتذلنا وتؤدي بنا إضطراراً لأفعال لا نتبناها
فقد نُجبر على الّسباحة مع التّيار تفادياً للغرق رغم أنّها عكس وجهتنتا
لكن بابي موصد
وروحي هنا بلا سقفٍ ولا قاع
خلف تلك الأبواب
حياةٌ بلا أقفال وبلا جهدٍ ولا إجبار
هنا تحلق على كل أرضٍ وتحت أي سماء
مع ورقة وكتاب
وصوتٍ عذب
وأنفاسٍ منتظمة وعيون مغلقة
هنا توجد حقيقتك و زمنك الحقيقي
هنا تتصل بالعالم وتنفصل عنه وفق إرادتك
لا مجبراً ولا مسيراً
بل مخيراً
والاختيار مسؤولية ولها تبعات
وعدم الاختيار ايضا اختيار له نتائج
خلف بابي زمن اخر
زمن مثمر و فريد
باعث للمتعة والفضول
لكن صوت الاذان يرتفع فاغلق المذياع
لأنتبه للزمن الاخر
لشروق الشمس الذي اقترب ان ينقضى
لموعد لقائي بصديقاتي وأحاديث المساء وعشاءٌ لذيذٌ وضحكٌ وابتسام
بين الزمنين مغامراتٌ من التأمل بين تناقضات نفسي
وبين التداخل العميق بين ذاتي الثرثاره وتلك الهادئة الخجول
لكنى حقيقة اجلس خلف بابي في الحالتين
برضى وسلام
انا وانت
وهما
وهالات النور المنبثقه من السماء
Comments
Post a Comment