إلى صديقتي التي لن تقرأ أبداً



يكادُ ضوء الشمعة أن ينطفء 
كنت أتحضر لجلسة استرخاء 
فتوترات الأيام السابقه أصابت رأسي بصداعٍ حاد 
افترشت سجادتي متربعة اتهيؤ لتمارين تنفس تطرد حشد الأفكار السلبيه 
رن جرس الهاتف 
كنت أعلم أنها هي 
كانت تعلم متى أحتاج لتفريغ رأسي وترتيب أفكاري
وبعد التحية والسلام أخبرتني بموعد سفرها المفاجيء 
لم يكن الأمر سهلاً أبداً
فقد كانت تهب لي من الوقت ما لا أجود به حتى على نفسي 
فقط لتسمع وتناقش وترتب أفكاري 
غالباً أجاهد التعلق بأحدٍ تحسباً لظرفٍ كهذا 
فيومي غالباً سيشوبه نقصٌ كبير 
وتفاصيل يومي ستصبح باهته 
 أتممت مكالمتى معها وأنا أجاهد حزناً كبيراً
لكنها الحياة ........كمعبرٍ بين نهرين 
نلتقي  لنتفترق جبراً ....لاتمام رحلة الحياة 

فيامعلمتى وطبيبتي ومخزن الأسرار ونسائم البرد في ليالي الصيف 
ودفء الشمس أوقات الشتاء 
يا قصصي المتناثر ومفكرتي الانيقة
لن تحول المسافات بيننا 
حتى لو بيننا ألف باب 



هكذا انقضت ليلتان وأنتِ هناك 
في قارة أخرى على ضفاف النيل 
وانا بين جبال الصحراء امنح نفسي فرصة التعثر بطيفك 
لكني لا ارى  هذا الونس الذي يملؤ صوتك 
ونسٌ كطفولتي بين جدران بيتنا الكبير 
وشوارع المدينة الكبيرة في صباي 
ونس الماضي بين النخل المثمر على أسوار مدرستي الثانويه 
وحدائقٌ ذات أشجار ونوافير عاليه وموج البحر
واجتماعات صديقات أُمي للفطور أو العشاء 
وصوت مفتاح ابي عند الظهيرة يصاحبه صوت ركضنا نحوه
ونس حافلة المدرسه الممتلئة بالطالبات 
ولون السماء في صباحات الشتاء 
واختلاط اصوتنا بين سلام  ومراجعات وواجبات منسيه  
هذا الونس في صوتك يأخذني هناك رغم أننا ما التقينا الا منذ بضعة  أعوام 
ولم تعيشي معي الماضي لكن عشت الحاضر بصدى الماضى داخل روحي 
وكأنك معي منذ ألف عام 
 كانت تفاصيلك تجبرني على البوح والصمت معاً
فلا تتعمدى البعد أو الغياب 
فبطولات قصصي لا تكتمل إلا بك 







Comments

Post a Comment