في حقيبة زرقاء وضعت أغراضي
وقهوتي المفضلة
وأدرت سيارتي وانطلقت
ضجيجٌ وصخب
نظراتٌ وضحكات
أصواتٌ متداخلهٌ وحركة في المكان
لم يكن الوقت مناسباً أبداً للإنخراط في مثل هذا الزّحام
لكنّ بعض التّفاصيل تجبرنا على ذلك
ازدحمت السماءُ فجأةٍ بغيمٍ كثيف
وتحولّ الصّخب لهدوءٍ وترقب
في مثل تلك اللّحظات أجد نفسي بحقيقتها
عندما تتضاءل الكثرة
وتغيبُ الأصوات المتعبة وترتفعُ الأيدي بالدُّعاء
وتشخص الأبصار نحو السّماء للتأمل والانتظار
وتسكتُ الألسنة
هنا لحظاتٌ كاشفة
وقشعريرةٌ مريحة
وأمل
ومكان فسيحٌ يكفى لحريةِ الأرواح التّى لا تستسلم للقيود
فأرواحنا تقع خارج الزمن
وخارج كل شيءٍ منظور ومحسوس
في مكانٍ بعيد حساباته مختلفة وتفاصيله غير مادية
قرّرت الإستشفاء بالصَّمت
والعودةِ للكتب
ولنفسي
وللمطر
فقد بدأت السَّماء تنذرُ بالهطول
ورائحةُ الهواء والمواعيد المُبللة
وأجواء الشّجن الملهمة
منذُ صغري وأنا أعتمد تغير الفصول إيذاناً بمرحلة جديده
لكن دائماً كان الشتاء مرحلة التَّحول وإعادة الحسابات
حينَ يبلّل المطر الأرض والشّجر
وتبتل الذاكرة بالجيد والمعطوب
يبقى الحنين لشيءٍ دفين مجهول أمراً حتمياً
كثيراً ممن أمسك قلمه وقرر الكتابة
كان رأسه يعجُّ بفيضٍ كبير من الطَّاقه والعطاء
لكن لم يستطع الإفصاح إلا بالورقةِ والقلم
داخل الكتب بدايتك الجديدة
وترجمة لمشاعرك القديمة
وحنينك الذي تقّيده فيتفلت منك
داخل الكتب حلولٌ وأبوابٌ جديدة
وأسفار لمطارح بعيدة
وحياةٍ حرةٍ بلا قيود
و صفاءُ نفسٍ
ونقاء سريره
داخل الكتب ...حياة ينبغى أن لا يستهان بها
وأن تُعاش ..
Comments
Post a Comment