في مقهى فرنسي دافيء
تتناغم ألوان مفروشاته بين درجات اللَون البّني
ويمتلئ الهواء برائحة الكعك والمعجّنات الشَّهية
بعض النباتات الخضراء المميزة تزيِّن الأركان وتنسجم مع فخامة أثاثه
ولوحاتٌ زيتيةٌ تجريدية تملأ الجدران الحالمة
غيومٌ تكسو سماء نوفمبر ونسماتٍ تحرِّك ورق الشجر فتستيقظ الذِّكريات
في مثل تلك الأجواء يبدو الوقت مناسباً لمشروبٍ ساخن ونفسٍ عميق
دائماً أذكر المشهد الأول
أذكر طيفك في ذاك الشارع المزدحم عند الزاوية
لم أرك يومها مباشرةً لكنى أجزم أني أتذكر حتى تفاصيل ثيابك
لم تلتقي عيني بعينك لكن طيفك لاحقنى حتى ركبت سيارتي وانطلقت
أذكر عطرك الذي لاحقني كظلي لباقي اليوم فقد ملأ أرجاء المكان
لقد اصطحبت صورتك وضحكتك معي للمنزل
ومن يومها لم تغادرني مطلقاً
انقضى الوقت سريعاً
رشفة صغيرة ويكاد كوب القهوة أن ينتهى
اليوم هو عيدك
وعيدك هو عيدي و أحلى أيامي
حين أردت أن أفتح ذراعي للدنيا كانت يدك تحمل يدي
وحين بحثت عن مفاتيح الحياة كان مفتاحك يسبقني
في قلبي شريان ينبض بنبض قلبك يا أجمل الأشياء
وأصدق الحقائق
وكل الأحلام وأول المبتدى والمنتهى
والطريق
ولمعة العين ودفء الروح
والوطن
فيا حبال الوصل لا تنقطعي
تشبث بيدي فأنا لن أفلت يدي مهما اشتدت رياح الصعاب
واغف بقلبي الحنون بكل حب فلك مني الأمان بلا حد أو شرط
Comments
Post a Comment